الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: فقد كثر السؤال عن بئر ماء ظهرت في شبوة يقصدها الناس زرافات ووحدانا للتداوي بمائها والاستشفاء به شرباً وغسلاً وأقول وبالله أستعين: لا يجوز الذهاب إليها لأمور:
أولاً وهو الأهم المحافظة على عقيدة المسلمين فقد بدأوا يقولون للجلد والحساسية واليوم صاروا يتعالجون بها من المس والعين والسحر وجميع الأمراض المستعصية وكما هي عادة الناس لو قيل لهم شفاؤكم في حجر لقالوا لعله ينفع.
ثانياً: سداً لباب الذريعة المفضية إلى المبالغة في اتخاذ الأسباب واعتقاد التأثير بها.
ثالثاً: كثرت الأكاذيب والترويجات من بعض الناس حتى إن بعضهم يذهب ويدعي الشفاء.وقد يكون صادقاً يبتلي الله به العباد وقد يكون كاذباً قد خسر وتعب في السفر إليها فيريد أن لا يكون الوحيد المضحوك عليه والخسران.وحاله كما قيل:
اقتلوني ومالكاً واقتلوا مالكاً معي.
رابعاً: وردت الأدلة القاطعة في أن الرقية من السحر والعين بالمعوذات والفاتحة والدعاء والقرآن عموماً والاستغسال من العين والحبة السوداء والعسل وغيرها مما ثبتت شرعيته فصرف الناس الشيطان وضعف يقينهم في ذلك.
ولما جاءت بير شبوة ولم يهتد إليها بدليل شرعي في سببيتها في الشفاء من العين والسحر ومن كل الدعاء فترك ما ثبت دليله الشرعي ممن أنزل الداء والدواء وتمسك الناس بالبير وقالوا تشفي وتكفي.
فإدخال موضوع السحر والعين والربط والسرطان ونحو ذلك بالشفاء منها ألعوبة شيطانية ليست وليدة لبئر شبوة فقد ادعيت لأحجار وأشجار وجنبية صاحب بعدان وطفلة تعز وشيخ العراق الذي كان يبرئ الأكمه والأبرص ويشفي من سائر الأسقام.
خامساً: ليس كلامي معنياً بقضية الشفاء من الحساسية وأمراض الجلد فلو ثبت ذلك فهي كغيرها من الآبار التي يتعالج بها من الأمراض الجلدية كدمت وحمام علي والسخنة.
لكن التوسع الفاحش وأنها شفاء من كل داء وما أتاها مريض إلا صدر عن.شفاء عاجل من أي مرض فسبحانك هذا بهتان عظيم. إذ كيف طويت هذه المزية عن أفضل ماء على وجه الأرض وأبرك ماء وهو ماء زمزم وثبتت لبئر شبوة. فأعيدوا النظر يا معشر المجيزين إنكم تقذفون بالناس مع ضعف عقيدتهم وإيمانهم إلى بئر شبهوت.
تنبيه: وهناك بعض الإخوة ينظر من زاوية التفصيل الفقهي إن كانت تنفع من الحساسية وهذا لا أخالفك فيه بإذن الله والماء الكبريتي فيها وفي غيرها ويتغافل عن الدعاية الإعلامية العريضة في هذه البئر فأين سد ذرائع الشرك والاعتقادات يا معشر الفقهاء ونحن في بلد لا زال يعتقد البعض في الحجر والشجر والقبور وهو حديث عهد بتصحيح العقيدة فراعوا سد باب الذرائع ولا تجعوها ذات أنواط وفتنة للناس وسترون كيف ستنتهي الدعايات إذا استغنى أصحاب المصالح لماذا حرم العلماء تعليق شيئ من القرآن وغسله وشرب مداده إلا سداً للذريعة.
وختاماً أقول: ارحموا هذا الشعب اليمني المسكين لا تجمعوا عليه الأزمات فالغريق يتشبث بالطحلب والمريض أسير فمن بقي معه شيئ من المال اتركوه يقتاته في الأزمة لأولاده وأهله واغلقوا باب بئر شبوة وأصحاب الأجرة وأصحاب المطامع والمصالح الذين يعيشون على الدعايات.
رفقاً بهذا الشعب الرقيق لا تجمعوا له بين المحجام والمرجام.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.