اختلاق الأزمات ندامة وحسرات
أيها المسلمون اعلموا أن الله يقول: (وجعلنا بعضكم لبعض فتنة) فمن أعظم الفتن والعقوبات أن تنزع الرحمة والشفقة من قلب العبد فإنما يرحم الله من عباده الرحماء والراحمون يرحمهم الله ورحمة الله قريب من المحسنين فهل أنت رحيم حتى يرحمك الله فقد دخل الجنة رجل رحم كلباً فسقاه وآخر عزل غصن شوك عن الطريق ونحَّاه فتنزلت عليهم الرحمات بينما دخلت امرأة النار حبست هرة عن الطعام حتى الممات وصب على الظالمين القساة سوط عذاب واعلموا يا رعاكم الله أن اختلاق الأزمات حسرات فقد روى الإمام أحمد في المسند عن معقل بن يسار أن نبينا عليه الصلاة والسلام قال :- ( من دخل في سلع المسلمين ليغليها عليهم أقعده الله يوم القيامة على عُظمٍ من النار ) فيا أهل الأزمات اتقو الله رفعتم السلع بالطمع واتخذتم من حاجة الناس مطية للتكاثر يا معشر التجار هذا زمان الربح بتفريج الكربات وإقالة العثرات في الأيام المسغبات هذه أيام التجارة مع الله ببذل النفيس والتجاوز عن المحتاج والتقدير لعظيم المصاب ألا تحبون أن يرحمك الله ويغفر لكم لقد سيقت إليكم مطايا الأجور ولاحت لخيركم مواطن الفاقة وتزلفت إليكم وسائل الرحمة وركائب النجاة فامتطوا جواد الجود واشتروا الذهب الباقي بالخزف الفاني ويسروا ولا تعسروا واعلموا أن الدنيا مزرعة الآخرة والآخرة خير وأبقى .
لا تفتحوا أبواب الربا فتغلقوا أبواب الرحمة والرضا ولا تفتحوا أبواب الاستغلال وتسدوا أبواب القرض والدين بحجة ضياع المال فما نقصت صدقة من مال وافتحوا باباً من الخير تفتح لكم الأبواب واعلموا أن انظار المعسر وإمهاله أعظم أجراً من الصدقة عليه فاستخلفوا وجه الله ولا تحرموا أنفسكم الخير وقد ساقه الله إليكم فكم تذهب من الأموال في ما لا ينفع وكم يبذل من ثري مالاً في مركب لو بذله في تفريج الكرب لركب أفخر المراكب وامتطى جياد السباق عند من لا يضيع أجر المحسنين.
يا أهل اليمن لقد مدح الرسول أسلافكم وقال الأشعريون مني وأنا منهم كانوا إذا قل طعام عيالهم في المدينة جمعوا ما معهم في وعاء واحد ثم أكلوا جميعاً.
هنيئاً لمن يسعى لتفريج كربةً على قلةٍ في شدة الأزمات