الاعتكاف
عنوان الذل والاستكانة وبرهان الخضوع والتسليم ودليل الحب والرغبة إن المعتكف قد حبس نفسه في بيت ربه وأعلن التوبة والانكسار وأنزل نفسه ضيفا على الكريم الجواد والعزيز الوهاب لقد ترك المعتكف الأهل والأولاد والأصحاب وصاحب المصحف والمسجد والأوراد وحط رحله عند باب التواب فليله ممتلئ بذكر الله ونهاره مشغول بما يرضي الله ووقته معمور بطاعة الله لقد أبرز المعتكف مدى تعلقه بربه وحبه له وشجاعته النادرة في كبح النفس الأمارة بالسوء وقطع علائق الشهوات المردية لقد أثبت لنفسه القدرة على التغلب عليها كلما أرادته بسوء فهنيئا لك أيها المعتكف خلوتك بربك وجهادك لنفسك وصيامك وقيامك هنيئا لك ليلة القدر التي حبست نفسك لنيلها فلن يخيبك الله وقد صدقت نيتك وجاهدت في سبيل الظفر بها قال تعالى(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ).لن تحرم الرحمات بسكب العبرات وإسباغ الوضوء في السبرات هنيئا لك فقيامك أجر ونومك ثواب وحركاتك مذخورة لك لقد فزت ووفقت لأعظم حبس عرفته البشرية فلن تحرم من طلبتك وأنت منيخ رحلك بباب الملك الذي لا يخيب داعيه ولا يحرم مناديه ولا يرد سائله ومناجيه