لطيفة في غربة التراث العلمي
رأى رجل من العامة من آل الزيلعي كتاباً جميلاً في مكتبة مكتوب عليه نصب الراية للزيلعي فظن المؤلف من أجداده وأن معنى نصب الراية على ظاهرة وأنه كان شيخ قبيلة يخوض الأرض ويروضها وينصب رايات الشرف والقبيلة ووو…فاشتراه وصفه في رف مجلس الضيوف فرآه بعض طلبة العلم فسأله عن الكتاب فأخبره أنه يقرأ فيه ولا يفهم شيئاً فضحك وقال هذا كتاب حديث لعالم من علماء الأمة خرج فيه أحاديث نبوية من كتاب الهداية فما كان من الرجل إلا أن أهداه له.
وأسفاه على غربة العلم.
والله لو علم الجدود بفعلنا… لتناقلوها في المجالس نادرة
وتذكرني هذه بالذي ورث له أبوه مكتبة عظيمة فباعها وفرقها ولم يبق منها إلا كتاب القاموس المحيط في مفردات اللغة فسأله رجل ماذا بقي من مكتبة أبيك قال الفانوس المَخِيط
وفي ذات يوم مررت برجل من العامة يبيع الأربعين حديثاً النووية للإمام النووي في محطة وقود والناس قد التفوا حوله يشترون بكل رغبة ليس لأنه أحاديث نبوية بل يظنون أنه أربعون خبراً لصناعة القنبلة النووية فاللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا.
غير مأسوفٍ على زمنٍ …طافحٍ بالجهل والفتنِ
ليت شعري هل أرى زمناً… عامراً بالعلم والمننِ
وقد أحسن من قال:
إذا عير الطائيَّ بالخل ماذرٌ… وعير قِسَّاً بالفهاهة باقلُ
وطاولت الأرضُ السماء سفاهةً… وفاخرت الصخرَ الحصا والجنادلُ
فيا موت زر إن الحياة كريهة …ويا نفس جودي إن دهرك ثاقل