أيها الصائمون إن رمضان قد آذن بالانصرام، وأوشك على الرحيل، وأيامه تمر مرور الكرام؛ فأدركوه بتوبة نصوح، وعمل دؤوب، وسابقوه بالطاعات، واملأوه بالخيرات، وتعرضوا فيه للرحمات، وأكثروا من الدعوات الصالحات؛ فخاب وخسر من ولى رمضانه وهو قاعد عن العمل، مولع بالكسل، وقد أصابه الملل؛ فسيندم غاية الندم إن رمضان مزرعة العبَّاد، ومفزع الزهاد، وموسم التجار، ومرتع الأبرار، فارتعوا فيه بخير ما تعلمون.
أيها الصائمون كأني بكم تعانقون رياح الفطر، وتصافحون نسائم شوال، فاليوم أسرع من احتراق الفتيل؛ فاسألوا الله فيه مغفرة الذنوب، وستر العيوب، وصلاح الحال، ونجاة من النار وعافية وسلامة .
لقد آن الأوان فسابقوه،
وفي الطاعات قوموا نافسوهز
فما ندم العباد بمثل وقت
بغير الذكر ظلوا عاقروه
فيا رمضان مهلاً لا ترعنا
فإنا في صيامك شاكروه
فما أحلى صيامك في نهارٍ
وما أحلى القيام وقانتوه
فيا ليل الصيام تمطَّ فضلاً
ويا عباد قوموا سامروه
ويا رباه بلغنا ختاماً
بحسن الحال إنا راغبوه
وصلى الله ما لبى ملبٍّ
على خير الخلائق فاتبعوه