الحمد لله الذي وضع الميزان، وأكرم به الإنس والجان، وأمر بالعدل والإنصاف، ونهى عن الجور والإجحاف، وقال لعباده: (كونوا قوامين بالقسط) وقال لنبيه داود: (فاحكم بين الناس بالقسط ولا تشطط) وتوعد المطففين بالويل والعذاب المهين فقال القوي المتين: (ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين) فالانصاف اليوم عزيز وأعز منه الثبات عليه فكن منصفا في حلك وترحالك، وسفرك وحضرك، ورضاك وغضبك، وغناك وفقرك، مع القريب والبعيد، والعدو والصديق، والعالم والجاهل، فمن لازم الانصاف وجانب الاستخفاف رضي الله عنه وأرضى عنه الناس فقل الحق ولو على نفسك لا تخف في الله لومة لائم وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى فتجرد عن المجاملة والمحاباة والانتقام والانتصار للنفس وانبذ العصبية الجاهلية والمذهبية، وتجرد للحق والدليل تهدى إلى سواء السبيل والحمد لله رب المنصفين.