الزكاة حق المال، وفيها صلاح الحال، وبركة على العيال، ومطردة للشرور، ومبعدة للغرور، وجالبة للسرور، فيها زيادة ونماء، وصدق ووفاء، وسعادة ورخاء، يفرح بها الحزين، وتجبر كسر المسكين، وترفع رأس اليتيم، تدفع بها النقم، وتشفى بها العلل.
الزكاة في المال أعظم الحقوق، وإحسان إلى المخلوق، وطمأنينة للقلوب، من أخرجها بطيب نفس غنم، ومن بخل بها غرم، وهي سبب لدخول جنة الأبرار، والنجاة من النار، فلا تبخلوا على أنفسكم؛ فزكاتكم لكم، وصدقاتكم عوائدها عليكم، فتصدق ولو بشق تمرة، ولو بكسرة يابسة، فلا تحقرن شيئا؛ فكل شيئ عند الله مزبور، ومن يبخل فإنما يبخل على نفسه، والله يعلم وأنتم لا تعلمون؛ فجد بالموجود، وتصدق ولو بكلمة طيبة؛ فإن لم تفعل فكف شرك عن المسلمين رزقنا الله وإياكم فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين. والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.