اغتيال الدعاة
كلما اغتاظ أهل الباطل من دعوة أهل الحق لجأوا إلى القتل والترويع فقد قال قوم نوح
(لتكونن من المرجومين)
وقالت ثمود لصالح عليه السلام
(لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون ومكروا مكراً ومكرنا مكراً وهم لا يشعرون فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين)
وقال قوم لوط: (لئن لم تنته يالوط لتكونن من المخرجين) فكانوا من الهالكين
(وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد) فأغرقه الله وجنوده أجمعين
ورمى الكفار إبراهيم في النار فكانت برداً وسلاماً وكانوا هم الأخسرين وكان بنو إسرائيل مع أنبيائهم فرقتين فريقاً كذبوا وفريقاً يقتلون فذبحوا زكريا ويحيى وحاولوا صلب عيسى فرفعه الله وكانوا خاسرين وهكذا حاولوا اغتيال نبينا عليه الصلاة والسلام مراراً فوضعوا له السم في الشاة وسحروه وأرادوا وضع الرحا على رأسه وحزبوا عليه الأحزاب وجمعوا الجموع وأجمعوا الكيد فرد الله كيدهم في نحورهم وعصم نبيه وكم أراد كفار مكة كيده وقتله فكانوا هم الأسفلين وقتلوا عمر في المحراب وهو يرتل القرآن ترتيلاً وضربوا عثمان وهو صائم وكان يقطع الليل تسبيحاً وتهليلاً وتكبيراً وقتلوا علياً وهو يوقظ الناس لقرآن الفجر وكان مشهوداً وحاولوا لعمر بن العاص ومعاوية فنجاهم الله وكان قدراً مقدوراً فقتيلنا معاشر أهل السنة يكون بإذن الله شهيداً ومن سلم عاش في الدعوة حميداً مجيداً اثبتوا واصبروا فإنما يريد أعداء الله أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون
فصبراً في مجال الحق صبراً فما نيل الخلود بمستطاعِ
زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً …أبشر بطول سلامة يامربع
نذكر إخواننا بقول أسماء رضي الله عنها للحجاج لما قتل ابن الزبير أفسدت عليه دنياه وأفسد عليك آخرتك وقد قتلته دعوة سعيد بن جبير العالم الرباني ومات ابن العلقمي كمداً بعد تآمره على المسلمين فليبوء المتآمرون بالإثم والكبت ولن تجد لهم نصيراً ومن نمَّ لك نم عليك (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)
فسيروا أهل السنة على الدرب واثبتوا ولا تخافوا فقد سأل الله النبي الشهادة وقال وددت أن أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل أولئك أنبياء الله والشهداء والصالحون فمن لي بمثلهم
هنيئاً لمن مات على الحق وفي الحق فالأجل محدود والعمر معدود والموت حق ولا مفر منه
ومن لم يمت بالسيف مات بغيره… وموت الفتى بالسيف أولى وأجدرُ
فخير قتلى تحت أديم السماء من قتل في سبيل الله
فأقول لإخواننا ومشايخنا استمروا ولا تبالوا فمن عاش في سبيل الله ومن مات في سبيل الله بإذن الله وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون
ونبشرهم بأن اغتيالات المجرمين لن تزيد أهل السنة إلا ثباتاً وثقة بوعد الله ونصره والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين
(( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ )) آل عمران/ 144
اللهم احفظ مشايخنا وعلماءنا وإخواننا من كل سوء ومكروه